ولادته عليه الصلاة والسلام:
وكانت ولادته يوم الاثنين، في التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، وقيل في الثاني عشر منه، حين طلوع الفجر.
ولم يترك له والده من المال إلا خمسة جمال، وبعض نعاج، وجارية.
ويروى أقل من ذلك. وأرضعته حليمة السعدية، وذلك أنه كان من عادة العرب أن، يلتمسوا الرضعاء لأولادهم في البوادي ليكون أنجب للولد. فجاء نسوة من بني سعد بن بكر، يطلبن أطفالاً يُرضعنهم، فكان الرضيع المحمود صلى الله عليه وسلم من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية واسم زوجها أبو كبشة، فدرت البركات على أهل ذلك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وكانت تزيد على أربع سنين:
ورحم الله البوصيري إذ يقول:
وإذا سخّر الإله أناساً
نسبه صلى الله عليه وسلم:
هو سيدنا أبو القاسم: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مُرة، بن كعب بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
هذا هو النسب الذي اتفق على صحته علماء الحديث والتاريخ.
أما النسب فوق ذلك، فلا يصح له طريق، وغاية الأمر أنهم أجمعوا على أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
هذا نسبه من جهة أبيه.
وأما نسبه من جهة أمه، فهو صلى الله عليه وسلم محمد بن آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كِلاب.
وفــــــــاة أمـــــــــــــه:
وفي السنة السادسة من عمره، أخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة، فتُوفيت بالأبواء - قرية بين مكة والمدينة - وهي إلى المدينة أقرب. فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقّ له رقة لم تعهد له في ولده، لما كان يظهر عليه مما يدل على أن له شأناً عظيماً في المستقبل.
وفاة جده وكفالة عمه: وبعد سنتين من كفالته توفي جده، فكفله عمه أبو طالب، وكان شهماً كريماً غير أنه كان من الفقر بحيث لا يملك كفاف أهله.
عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته: نشأ عليه الصلاة والسلام - مع يُتمه - مَرعياً برعاية الله تعالى، مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه. كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم - أي إناء طعامهم-، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهب معهم، فلما رأى ذلك عمه، عزل له طعامه على حدة.
أولاد النبي صلى الله عليه وسلم
أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة، وهم:
1- القاسم: وهو أول ولد له قبل النبوة، وبه كان يُكنى، وعاش سنتين.
2- وإبراهيم: وتوفي بعد سبعين يوماً من مولده.
3- وعبد الله ويلقب بالطيب والطاهر، وقد مات صغيراً.
وأما بناته صلى الله عليه وسلم فأربع، وهن: - زينب: وهي أكبر بناته، أدركت الإسلام وأسلمت ثم أسلم زوجها وهو ابن خالتها أبو العاص لقيط الربيع.
2- ورقيّة: وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
3- وأم كلثوم: تزوجها عثمان أيضاً بعد وفاة أختها رقية.
4- وفاطمة الزهراء: وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. وكل أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. وأولاده كلهم ولدوا قبل النبوة، إلا فاطمة فبعد النبوة بسنة، وإلا إبراهيم، فإنه ولد في السنة الثامنة من الهجرة. وأولاده كلهم ماتوا قبله، إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر.